نبذة عن الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله
علي ناشب شراحيلي
01-24-1431 09:37 صباحًا
0
0
2.8K
نسبه ومولده :
الشيخ عبدالله القرعاوي : قال في ترجتمه شيخنا رحمه الله تعالى الشيخ أحمد بن يحيى النجمي في كتابه أوضح الإشارة هو : الشيخ عبد الله بن محمد بن حمد القرعاوي من آل نجيد , والقرعاوي لقب لأحد أجداده الذي سكن مكان يقال له القرعاء فنسب إليه . ولد رحمه الله في عام 1315هـ كما سمعته منه عدة مرات .
نشأته وطلبه للعلم :
نشأ يتيماً حيث مات أبوه وهو حمل , فربته أمه وكانت امرأة صالحة كما ذكر لنا ونشأ أيضاً تحت رعاية عمه فباشر التجارة في أول أمره ثم ترك التجارة وأقبل على الطلب بعد أن بلغ الثلاثين من عمره , فسافر إلى الهند ودرس بها , ثم عاد ودرس على شيوخ بلده ثم سافر إلى الهند سفرته الأخيرة ودرس , فسمع الأمهات الست ونخبة الفكر وشرحها والأجرومية ومن ألفية ابن مالك إلى باب ظن وأخواتها وتصريف العزي وغيرها حتى حاز الإجازة في فن الحديث من شيخه أمير بن أحمد القرشي في سنة 1357هـ ثم عاد إلى بلده ولقي بعض مشايخها , ثم جاور بمكة وأقبل على المطالعة والتحصيل حتى شهر صفر عام 1358هـ فاتجه إلى مقاطعة جيزان بعد مشاورة بعض مشايخه ( وللرؤيا التي رآها في منامه حيث نام ذات ليلة فإذا هو يرى في منامه النبي يقول إلى هذه الناحية وأشار لـه إلى جهة الجنوب فلما أصبح قص الرؤيا على شيخه محمد بن إبراهيم آل الشيخ فأشار عليه بالسفر إلى جنوب المملكة العربية السعودية ) فقدم صامطة واستأجر دكاناً واتخذ بضاعة متواضعة , وجعل يجذب إليه بعض الناس الذين يجدهم لهم رغبة في الخير , ثم سافر إلى بلده ليصل إلى أولاده حيث كان عند رجوعه من الهند لم يصلهم فمكث عندهم من نصف ذي القعدة إلى نصف ذي الحجة ثم سافر إلى جيزان مرة أخرى وأسس المدرسة السلفية بها في دار حي الشيخ ناصر خلوفة رحمه الله , وبدأ يدرس , وكان لـه شيئاً من النقود يعطيها بعض التجار مضاربة ويستعين بالعائد منها وكنت ممن زاره في عام 1359هـ مع عمي حسن بن محمد النجمي وحسين بن محمد النجمي وترددت إليه أياماً ولم أواصل في ذلك العام ثم انقطعت للدراسة في مستهل عام الستين وقد كبرت المدرسة في عام 1360هـ وبعدها , وكثر الطلبة , وفي عام 1362هـ بدأ يفتح مدارس في بعض القرى , وفيها ألف الشيخ حافظ منظومة التوحيد . وفي عام 1364هـ تقريباً بدأ الشيخ يشتغل بالإشراف على المدارس ويكل التدريس إلى الشيخ حافظ حينما برز . وفي عام 1366هـ حج الشيخ والتقى بالملك عبد العزيز رحمه الله وصدرت الموافقة على فتح ستين مدرسة في كل مدرسة مدرس ومساعد , وانتشر التوحيد والعلم بالمقاطعة ولم يزل يتلقى مزيداً من التشجيع ويبذل مزيداً من الجهد حتى بلغت المدارس في عام 76 و 77 إلى 1200 مدرسة وعمت مقاطعة جيزان وأبها ونجران والباحة وبيشة والقنفذة , وبعد ذلك لازم بيته حين توقفت في 79 , 80 بسبب إيقاف الدعم وانصرف الطلاب إلى المعارف طلباً للشهادة وبعد ذلك لازم بيته , وكان يكثر التلاوة . وقد بنى مساجد كثيرة وحفر آباراً كثيرة رحمه الله وتسبب في توظيف كثير من طلابه في القضاء والتدريس وحسبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبعض الآخر عينوا أئمة . وقد وافاه الأجل في يوم الثلاثاء 8 من شهر جمادي عام 1389هـ بعد أن بذل جهداً عظيماً في الدعوة إلى الله ونشر العقيدة السلفية في جنوب المملكة , ولم تزل آثار دعوته باقية جزاه الله خير الجزاء اهـ .
أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة تأليف فضيلة شيخنا / أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله ص203-204 طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ط1 . 1405هـ قلت : وهو أشهر من أن يذكر ومناقبه أكثر من أن تحصر ومن إتقان الشيخ عبد الله القرعاوي وجودة حفظه لكتاب الله الكريم ما حدثنا به شيخنا حفظه الله تعالى أن الشيخ عبد الله القرعاوي قرأ بهم مرة جهراً سبعة أجزاء كاملة في ركعة واحدة من صلاة التراويح في رمضان وذلك تحديداً من بداية الجزء الرابع والعشرين من سورة الزمر من قوله تعالى فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ {32} الآية رقم 32 ثم شرع بهم في أول سورة البقرة ثم ركع . وانظر في ترجمته النهضة الإصلاحية في جنوب المملكة العربية السعودية لفضيلة الشيخ / عبد الله القرعاوي بقلم تلميذه البار الشيخ / عمر جردي المدخلي رحمه الله تعالى والسمط الحاوي للشيخ / علي بن قاسم الفيفي . ط 1 . 1411هـ .