إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً , يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )
أما بعد :
فقد طلب مني بعض طلبت العلم بالمكتبة السلفية مدارسة كتاب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمنا الله وإياه ـ في الفرائض المسمى ( بالنور الفائض من شمس الوحي في علم الفرائض ) ورغم مشاغلي الوظيفية المتطلبة تواجدي بين الحين والآخر في ميادين عمل الهيئات والمراكز بحكم وظيفتي المكلف بواجباتها [مدير إدارة المتابعة بفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة جازان] إلا أن ثقة مشايخي وعلى رأسهم الشيخان الفاضلان الناصحان [الشيخ أحمد بن يحيى النجمي
والشيخ زيد بن محمد المدخلي] وتشجيعهم لطلاب العلم ـ وإن كنت من مقصري طلابهم ـ حالت دون اعتذاري عن إجابة هذا الطلب بل أمروا بتنظيم هذا الدرس ضمن الدروس المجدولة السنوية بالعطلة الصيفية التي تدرس بدورة الشيخ المجدد عبد الله القرعاوي ـ رحمه الله تعالى رحمة الأبرار وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً إنه ولي ذلك والقادر عليه ـ فامتثلت لإجابة هذا الطلب , وإن لم أكن أرى نفسي أهلاً لما هنالك ولا من فرسان ميادين تلك المسالك فلا يمنعني ذلك من أن أجود بقلِّي وموجودي .
وبعد ذلك لا أُلام فإن خير الصدقة [جهد المقل] أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
ورحم الله القائل :
أسير وراء الركب ذا عـــرج
مـؤملاً جبر ما لاقيت من عـرج
فإن لحقت بهم من بعد ما سبقـوا
فكم لرب الورى في الناس من فرج
وإن ظللت بقفر الأرض منـقطعاً
فما على أعرج في ذاك من حرج
فعلى الله اتكلت وبه استعنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل , فإن التصدر لمثل هذا الأمر يعد عندي من المعضلات ولا أبْيَن من كتاب القاضي عبد الرحيم بن علي إلى العماد الأصبهاني حيث قال : ( إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يومٍ إلا قال في غده لو غُيِّر هذا لكان أحسن , ولو زِيد كذا لكان يستحسن , ولو قُدم هذا لكان أفضل , ولو تُرك هذا لكان أجمل ؛ وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر ).
أسأل الله التيسير إنه على كل شيءٍ قدير وبالإجابة جدير.
وقد أسميت هذا الشرح بـ(سـنا البرق العارض في شرح النور الفائض) إذ لا يُرى في النور الفائض إلا وميض سنا البرق.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .